الاثنين، 30 مارس 2015

(سورة المائدة) تفسير د.علي منصور الكيالي (2)

              ســورة المائدة (من اية 82 الى اخرها)

الخَـمْـرُ وَ المَيْسِـرُ وَالأَنْصَـابُ وَ الأزْلاَمُ :
( إنَّمَـا الـخَـمْـرُ وَالـمَـيْـسِـرُ وَالأَنْصَـابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْـسٌ مِـنْ عَـمَـلِ الـشَـيْطَـانِ فَاجْـتَنِبُوهُ )[ المائدة 90 ] ، الـخَـمْـرُ هو : كُلُّ أنْواعِ المُسْكِراتِ مَهْمَا كَانَتْ أسْمَاؤُهَا وَ أنْواعُهَا ، الـمَـيْـسِـرُ هو : كُلُّ أَنْواعِ القِمَارِ وَ المُراهَـنات ، الأَنْصَـابُ هي : هيَ كُلُّ الأشْكَالِ وَ الهَياكِلِ التي تُعْبَـدُ حَصْراً ، وَ تُقَدَّمُ لِهَـا القَرابينُ : ( وَ مَـا ذُبِحَ عَـلـى الـنُصُـبِ )[ المائدة 3 ] ، حَتَّى أَنَّ مَا يُذْبَحُ عَلى النُصُبِ غَيْرُ قَابِلٍ للتَزْكِيَةِ ، لأَنَّهُ قَدْ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله : ( أُهِـلَّ لِـغَـيْرِ اللّـهِ بِهِ )[ المائدة 3 ] ، ( فِسْـقَـاً أُهِـلَّ لِـغَـيْرِ اللّـهِ بِهِ )[ الأنعـام 145 ] ، الأَزْلاَمُ هي : كُلُّ وَسَائِلِ ضَرْبِ الحَـظِّ .
_ الرِجْـسُ : هُـو اخْتِـلاَطُ الأُمُـورِ ، وَ ضَـياعُ الصَحيحِ مِنْهَا : ( إنَّمَـا يُريدُ اللـّهُ لِـيُذْهِـبَ عَـنْكُـمُ الـرِجْـسَ أَهْـلَ الـبَيْتِ وَ يُطَـهِّـرَكُـمْ تَطْـهِـيراً ) [ الأحزاب 33 ] ، ( فَاجْـتَنِبوا الـرِجْـسَ مِـنَ الأَوْثَانِ )[ الحج 30 ] ، ( فَاعْـرِضُـوا عَـنْهُـمْ إنَّهُـمْ رِجْـسٌ )[ التوبة 95 ] ، ( كَـذَلِـكَ يَجْـعَـلُ اللّـهُ الـرِجْـسَ عَـلـى الـذينَ لاَ يُؤْمِـنُونَ )[ الأنعام 125 ] ، ( وَ أمّـا الـذينَ فـي قُـلُـوبِهِـمْ مَـرَضٌ فَزَادَتْهُـمْ رِجْـسَـاً إلـى رِجْـسِـهِـمْ )[ التوبة 125 ] .
أمَّا الرِجْـزُ : الكَسَلُ وَ العَـذَابُ وَ المُعَاناةُ : ( لَـهُـمْ عَـذَابٌ مِـنْ رِجْـزٍ أَلـيمٍ )[ سبأ 5 ][ الجاثية 11 ] ، ( وَ لَـمّـا وَ قَـعَ عَـلَـيْهِـمُ الـرِجْـزُ )[ الأَعراف 134 ] ، ( فَـأنْزَلْـنَا عَـلـى الـذينَ ظَـلَـمُـوا رِجْـزَاً مِـنَ الـسَـمَـاءِ )[ البقرة 59 ] ، ( و يُذْهِـبَ عَـنْـكُـمْ رِجْـزَ الـشَـيْطَـانِ ) [ الأنفال 11 ] ، فالشَـيْطَانُ إذَاً : لَدَيْهِ الرِجْسُ وَ الرِجْـز ُمَعَاً ، وَ اللّهُ بِكَرَمِهِ يُريدُ أَنْ يُذْهِبَهُمَا مَعَاً عن الناسِ .

( جَـعَـلَ اللّـهُ الـكَـعْـبَةَ الـبَيْتَ الـحَـرامَ )[ المائدة 97 ] :
تُعْتَبَرُ الكعبَـةُ مَرْكَزاً لِلحـقِّ في الأرضِ : ( جَـعَـلَ اللّـهُ الـكَـعْـبَةَ الـبَيْتَ الـحَـرامَ قِيامَـاً لِلـنَاسِ )[ المائدة 97 ] ، وَ الاتجاهُ نَحْوَ الكعْبَـةِ في الصَلَواتِ مِنْ كلِّ بِقاعِ الأرضِ ، يَجْعَلُ الكعْبَةَ في المركَـزِ ، وَ المصَلِّينَ مِنْ كُلِّ بِقاعِ الأرْضِ يُشَكِّلونُ حَلَقاتٍ دائِريَّةٍ حَوْلَهَا : ( وَ مِـنْ حَـيْـثُ خَـرَجْـتَ فَـوَلِّ وَجْـهَـكَ شَـطْـرَ الـمَـسْـجِـدِ الحَـرامِ وَ حَـيْثُ مَـا كُـنْتُمْ فَوَلّـوا وُ جـوهَـكُـم شَـطْـرَهُ ) [ البقرة 150 ] ، مِـنْ حَـيْـثُ خَـرَجْـتَ : في الصـلاةِ وَغَيْرِ الصَـلاَةِ لِلتَزَوُّدِ بالطَاقَةِ الصَادِرَةِ عَنْهُ .
لِذَلِكَ كانَتِ الكعبَـةُ مَرْكَزَ الحَـقِّ في الأرْضِ ، وَ بِما أنَّها تَتَوَسّـطُ اليابِسـَةَ فَيُمْكِنُ اعتِبارُهَا
مَركَزَ الأرضِ الجغرافيّ ، وَ قَدْ ذُكِرَتْ مَكّةُ في القرآنِ الكريمِ باسمها الصريح بِقَوْلِهِ تعالى : ( وَ هـوَ الـذي كَــفَّ أَيدِيَهُـمْ عَـنْكُمْ وَأَيْدِيَكُـمْ عَـنْهُـمْ بِبَطْـنِ مَـكَّـةَ )[ الفتح 24 ] .
وَ مَكّةُ : اسـمٌ يَخُصّ الحَرَمَ المَكيّ ، وَ يَمتَدُّ حَوالي [ 13 كم ] حَوْل المسجدِ الحَرامِ .
وَ إذا تَأَملْنا قَوْلَهُ تَعالى : ( جَـعَـلَ اللّـهُ الـكَـعْـبَةَ الـبَيْتَ الـحَـرامَ قِيَامَـاً لِلـنَاسِ )[ المائدة 97 ] ، لَبَـدا لَنـا أنَّ الكَعْبَـةَ هيَ أسَـاسُ المَنَـافِعِ بالنسبَةِ للنَاسِ عامَّـةً ، وَ للمسلمينَ خاصَّـةً وَ للحُجَّاجِ منْهمْ بوَجْهٍ أخَصُّ : ( لِـيَشَـهَـدوا مَـنَافِـعَ لَـهُـمْ )[ الحج 28 ] ، وَ أهَمُّ هذهِ المنافِعِ هيَ الحَنيـنُ للموْطِنِ الأصْليِّ ، فَلَدى جميعِ الكائناتِ الحيّةِ وَ مِنْها الإنسَانُ حَنينٌ عَجيبٌ لِمَوْطِنهَا الأصْليِّ ، فالسَلاحِفُ وَ سَـمَكُ السَلَمونِ وَ الطيورُ المهَـاجرةُ مَثَلاً ، كُلُّهَا تَعودُ لِموطِنِهَا الأصليِّ بَعْدَ طُـولِ هجْرَةٍ ، فَالناسُ في الحَـجِّ وَ العُمْرَةِ يَذْهبونَ إلى حَيْثُ يَشُدُّهُمُ الحنـينُ إلى المَوْطِنِ الأوَّلِ للإنسانيَّةِ إلى مَكَّـةَ : ( أُمَّ الـقُرى )[ الأنعام 92 ][ الشورى 7 ] ، فَمِنْ مَوْقِعِ مكَّةَ انتَشَرَتِ الإنسَانيةُ في الأرضِ ، وَإلى هَذا الموقِعِ تَعودُ بالحَـجِّ يَشُدُّها الحنينُ إلى نُقْطَةِ البَدْءِ هذهِ : ( وَ إذْ جَـعَـلْـنَا الـبَيْتَ مَـثَابَةً لِلّـنَاسِ وَ أَمْـنَاً )[ البقرة 125 ] ، مَـثَابَةً لِلّـنَاسِ : مَرْجِعـاً يرجعـونَ إليْـه .
لِذا يَكْفي إعْلانُ الحَـجِّ فَقَطْ حَتَّى يَتَوافَدَ الناسُ غَيْرَ عابِئـينَ بالمَشَقَّةِ وَ مَخَاطِرِ السَفَرِ وَ بُعْدِ المسَافَةِ : ( وَ أَذِّنْ فـي الـنَاسِ بالـحَـجِّ يَأْتُوكَ رِجَـالاً وَ عَـلـى كُـلِّ ضَـامِـرٍ يَأْتِيْنَ مِـنْ كُـلِّ فَجٍّ عَـمـِيقٍ )[ الحج 27 ] ، رِجَـالاً : مُشَـاةً على أرْجُلِهِمْ مُتَحَمِّلينَ مَشَـاقَّ السـيرِ ، وَ عَـلـى كُـلِّ ضَـامِـرٍ : رُكوباً على الحيواناتِ الضامِـرَةِ مِنْ طولِ السَفَرِ ، يَأْتِيْنَ مِـنْ كُـلِّ فَجٍّ عَـمـِيقٍ : دليلَ بُـعْدِ المسَـافَةِ مِنْ جهَةٍ ، وَ عُمْقِها مِنْ جِهَـةٍ أخْرى ، فَكلِمَةُ [ عميق ] دَليلُ كرويَّـةِ الأرْضِ .
و الكَـعْبَةُ هيَ رَمْـزُ وَحْـدَةِ المسلمينَ ، فَبِدونِهَـا لاَ يَقومُ لَـهُمْ ذِكْرٌ وَ لا شَـأْنٌ وَ لا حَيَـاةٌ ، وَ لَنْ تَنْمـو لَهمْ قـوَّةٌ إذا لَمْ يُعْطـوا هذا البَيْتَ العَـتيقَ قيمَتَهُ الحَقيقيّةُ ، وَ إعطاءَ شَعَـائِرِهِ أبْعادَهـَا الإنسانيـّةَ العامّـةَ : ( وَ مَـنْ يُـعَـظِّـمْ شَـعَـائِـرَ اللّـهِ فَـإنَّـها مِـنْ تَـقْـوى الـقُـلوبِ ) [ الحج 32 ] ، فَكُلُّ إنْسانٍ مُسْلِمٍ في العَـالَمِ ، يَسْتَطيعُ عِبادَةَ اللهِ الواحِدِ و الصلاةِ لَـهُ دونَ الخَوْفِ مِنْ أحَدٍ ، وَ يَتَوَجَّهُ إلَيْها وَ يَقْصدُهـَا المؤمِنونَ مِنْ كُلِّ بِلادِ العَالَمِ ، لِيَجِدوا فيها الأمْنَ وَ السلامَ المفْقودَيْنِ بيْنَ شُعوبِ الأرْضِ : ( أَ وَ لَـمْ يَـرَوْا أنَّا جَـعَـلْـنَا حَـرَمـاً آمِــناً وَ يُـتَـخَــطَّـفُ الـنَاسُ مِـنْ حَـوْلِـهـمْ )[ العنكبوت 67 ] ، ( أَ وَ لَـمْ نُـمَـكِّـنْ لَـهُـمْ حَـرَمـاً آمِـنـاً يُجْـبى إلَـيْهِ ثَمَـراتُ كُـلِّ شَـيْءٍ رِزْقَـاً مِـنْ لَـدُنَّـا )[ القصص 57 ] ، ( وَ مَـنْ دَخَـلَـهُ كَـانَ آمِـناً )[ آل عمران 97 ] ، وَ لِهذا أصْبَحَتْ مَكَّةُ مَرْكَزاً لِلثَقافاتِ العالَميَّةِ المتنوِعَةِ حَيْثُ يَحِجُّ إلَيْها المسلِمونَ مِنْ كلِّ بِلادِ العَالَمِ عَلى اختِلافِ أجْناسِهِمْ فهيَ أهَـمُّ مَرْكَزٍ دِينيٍّ عالَميٍّ .
وَ الكَـعْبَةُ لُغَـةً : هيَ الغُرْفَـةُ المرَبَّـعَةُ ، فَهيَ بِنـاءٌ مُكَـعَّبُ الشَـكْلِ ، ارتِفاعُهَـا 16 متـراً ، وَ طـولُ ضِلْعِهـَا الذي يحـوي البـابَ = 12 متـر ، وَ طولُ ضِلْعِها لذي يّحوي [ الميزابِ و هو مزرابُ السطحِ ] = 10 متر وَ 10 سم ، يَرْتَفِـعُ بابـُها مترَينِ عَن الأرضِ وَ يَتَّجِهُ للشِمالِ الشَرْقيِّ ، وَ تُسَمَّى زَواياهَـا أرْكانٌ ، وَ الركْنُ الذي عَلى يَسَارِ البابِ يَحْتَوي الحَجَـرَ الأسْـوَدَ عَلى ارتفاعِ مترٍ وَ نِصْفٍ ، وَ هيَ بِنـاءٌ مِنَ الحَجَرِ الرَماديِّ ، وَ الزاويةُ الشماليّةُ تُسمّى العراقيّـةُ ، و الغربية تُسَمّى السـوريّةُ ، وَ الجنوبيّـةُ تُسمّى اليمنيّـةُ ، وَ يَقَعُ الحَطيمُ في جِهَتِها الغربيّةِ .
كانَتِ الكعْبَةُ قائِمَةً قَبْلَ إبراهيمَ عليهِ السلام ، لَكِنَّها كانَتْ مُنْدَثِرَةً ، فَأمَرَ اللهُ نَبِيَّـهُ إبراهيمَ بإعادَةِ بِنائِهـا في مَكانِها السابِقِ : ( وَ إذْ بَـوَّأْنَـا لإبـراهـيـمَ مَـكَــانَ الـبَيْـتِ )[ الحج 26 ] ، وَ ذَلِكَ : ( بِـوَادٍ غَـيْـرِ ذي زَرْعٍ )[ إبراهيم 37 ] ، عَلى مُفْتَرَقِ طرُقِ القوافِلِ ، فَبَنى بِمُسَاعَدَةِ ابْنِـهِ إسْماعيل عليهما السلام قَواعِدَهَـا فقطْ : ( وَ إذْ يـرْفَعُ إبراهـيمُ الـقَـواعِـدَ مِـنَ الـبيتِ وَ إسْـمَـاعِـيلَ )[ البقرة 127 ] ، وَ كانتْ بِدونِ سَقْفٍ ، وَ ارتِفاعُهَا حوالي مترين حَتَّـى سَقَفَها [ قُصَيُّ بن كِلاب ] في القرن الثاني قَبْلَ الهجرَة ، وَ رَفَعَ بابَهَا حَوالي مترَين ، وَأخْرَجَ مِنْها حِجْرَ إسْماعيلَ [ الحَطيمُ ] ، وَ قَدْ أعَادَتْ قُرَيْـشُ بِناءَ هَا بَعْدَ أنْ تَصَدَّعَتْ جدْرانُهَا ، بِسَبَبِ سـَيْلٍ جَارفِ أصَابَها مِنْ بَعْـدِ حَريقٍ ، حيثُ شَـارَكَ الرسولُ الكريمُ صلى اللهُ عليهِ وَ سلَّم ببنائِهَا ، وَ وَضَعَ الحجَرَ الأسـوَدَ مَكانَهُ ، وَ كانَ عمرُهُ الشَريفُ وَقْتَ ذاك 35 عَامَاً ، وَ كَانَ آخِرُ بِنَاءٍ للكَعْبَةِ وَ الذي يَطُوفُ حَوْلَهُ المُسْلِمُونَ الآنَ قَدْ تَـمَّ في عَام 1040 هجريّةِ المُوافِقُ عامَ 1630 ميلاديّةٍ

( مَـا جَـعَـلَ اللَّـهُ مِـنْ بَحِـيرَةٍ وَ لاَ سَـائِبَةٍ وَ لاَ وَصِـيْلَـةٍ وَلاَ حَـامٍ )[ المائدة 103 ] :
_ البَحيِـرَةُ : إذا وَلَدَتِ الـدَابَّةُ خَمْسَـةَ أبْطُنٍ ، وَ كَانَ الوَلَدُ الخَامِسُ ذَكَـراً ، ذُبِحَ وَ أكَلَهُ الرِجَالُ وَالنِسَاءُ ، أمَّـا إذا كَانَ الوَلَدُ الخَامِسُ أُنْثى ، بَحَروا - شَقُّوا - أُذُنَهَا وَ يَحْرُمُ أكْلُهَا عَلى النِسَاءِ .
_السَـائِبَةُ : يُنْذَرُ الحَيَوانُ للرَجُلِ إذَا شُـفِيَ مِنَ المَرَضِ أوْ أوْصَلَهُ لِهَدَفِهِ فإنَّ الحَيَوانَ يُتْرَكُ سَـائِبَاً لاَ يُرْكَبُ وَلاَ يُذْبَحُ وَ اَ يُمْنَعُ مِنَ الرَعْي حَيْثُ يَشَـاءُ .
_ الوَصِـيلَةُ : إذا وَلَدَتِ الدَابَّةُ سَـبْعَةُ أبْطُنٍ ، وَكَانَ السَابِعُ ذَكَراً ذَبَحُوهُ ، وَإنْ كَانَتْ أُنْثى تُرِكَتْ ، وَ إنْ كَانَ البَطْنُ السَابِعُ تَوْأمَـاً [ ذَكَراً وَ أُنْثى ] ، قَالُوا : وَصَلَتْ أخَاهَا ، فَلَمْ تُذْبَحْ . _ الحَـامُ : الفَحْـلُ الذَكَرُ ، إذا نَتَـجَ مِنْ صُـلْبِهِ عَشَـرَةُ وِلاَدَاتٍ ، قَالُوا : حَمى ظَهْـرَهُ ، فَلاَ يُذْبَحُ وَ لاَ يُرْكَبُ وَ يُتْرَكُ حُـرّاً .

 كل هذا والله اعلم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق