‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدنيا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدنيا. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 12 أبريل 2015

لحظــة هـدوء من فضـلك !

لحظــة هـدوء من فضـلك ! . . .

الباحث عن لحظة هدوء في هذا الزمان لا يجدها ..
إذا فتح الراديو .. تنهال عليه تشنجات قادة إسرائيل ، و أخبار الزلازل و السيول و الأعاصير ..
و إذا فتح التليفزيون .. تنهمر عليه مسلسلات العنف و الباتمان و حرب النجوم ..
و إذا طالع صحف الصباح .. تفاجئه أخبار انهيار البورصة و جنون البقر و الإيدز ..
و إذا بحث عن موسيقى يريح عليها أعصابه أو أغنية تهدأ لها عواطفه .. نزلت عليه لقطات الفيديو كليب تتقافز صورها و تتشنج رقصاتها و تتسارع إيقاعاتها في إزعاج متواصل ..
و إذا فتح الشباك .. قرقعت في آذانه أبواق السيارات و أصوات الميكروفونات و صراخ الباعة ..
و إذا أغلق الشباك و نزل إلى الطريق .. خنقه الزحام ..
و إذا انطلق هارباً إلى الأتوبيس .. لم يجد موقعاً لقدم ..
و إذا حمل أوراقه و شهاداته و أسرع ليتقدم لوظيفة .. وجد طابور طلاب الوظائف يسد الشارع ..
و إذا بحث عن شقة .. لم يجد ثمنها ..

و لا إحتمال قريباً في عمل .. و لا أمل في زواج .. و لا أمل في حل سريع يأتي من السماء ..
و في آخر المشوار يسقط في يده .. و لا يجد حلاً سوى أن يعود أدراجه إلى البيت إلى فراشه أو إلى ستين سنة إلى الوراء .. إلى ماضٍ بعيد و إلى جيل انتهى ..
إلى الشَدو الهادئ في صوت أم كلثوم ..
و إلى الحنان الرخيم في صوت عبد الوهاب ..
و إلى دندنة هادئة مع العود .. بدون فيديو كليب ..
و إلى الجمال البِكر بدون إفتعال ..و إلى البساطة العذبة بدون صنعة ..

و إذا مس زرار الراديو في ذلك الزمان البعيد ، فإنه سوف ينقله إلى شوبان .. إلى الحلم .. و الخيال الناعم .. و السماوية الرحبة .. و الشوارع أيامها خالية .. و المواصلات مريحة .. و شقق للإيجار تتدلى لافتاتها من النوافذ .. و المرتب يكفي و زيادة ..
و جلسة على شاطئ النيل هي كل المراد .

ماذا حدث للدنيا ؟! .. و لماذا يصرخون المغنون .. و لماذا يتشنج الراقصون ؟! .. و لماذا هذه الإيقاعات المزعجة و الموسيقى النحاسية التي تخرق الآذان ؟!

هذه الأمور تُفصِح عن فقر فَني .. و ذوق فاسد .. و بلادة سمعية .. ما ضرورتها لصوت جميل بالفعل ؟!

و هذا التسويق الفَج .. ما الداعي إليه .. لولا سوء البضاعة و رخص الموهبة ؟ ..

و اضحكوا معي على الغلاء الطاحن .. مع رُخص الناس .. و رخص الفن .. و انعدام القيم .. و تفاهة البضاعة .

إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك ..

و تأملوا كلمات ربكم :
{ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } ( طه - 124 )

أليس عالَم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة .. " الضنك " .. " و الإعراض " ؟!
أليس العالَم قد أعرض تماماً عن كل ما هو رباني و غرق تماماً في كل ما هو علماني و مادي و دنيوي و شهواني و عاجل و زائل .. و الكلام على مستوى العالَم كله !

الكل متعجل يريد أن يغنم شيئاً و أن يلهف شيئاً .. لا أحد ينظر فيما بعد .. و لا فيما وراء ..

الموت لا يخطر ببال أحد .. و ما بعد الموت خرافة .. و الجنة و النار أساطير .. و الحساب حدوتة عجائز .. و الذين يحملون الشعارات الدينية .. البعض منهم موتور و البعض مأجور ..

و المخلِص منهم لا يبرح سجادته و يمشي إلى جوار الحائط .. فهو ليس مع أحد .. و ليس لأحد ..
و إنما هو مشدود و منفصل عن الركب .. و مشفق من العاقبة .. و هو قد أغلق فمه و احتفظ بعذابه في داخله .. و اكتفى بالفُرجة .

و الناس في ضنك .. و كل العالَم أغنيائه و فقرائه .. كلهم فقراء إلى الحقيقة .. فقراء إلى الحكمة .. فقراء إلى النُبل .

و أكثر الأنظار متعلقة بالزائل و العاجل و الهالِك .

و الدنيــا ملهــاة .

و هي سائرة إلى مجزرة ..

فالله في الماضي كان يوقظ خلقه بالرسل و الأنبياء .. و اليوم هو يوقظهم بالكوارث و الزلازل و الأعاصير و السيول ..
فإن لم تُجْدِ معهم تلك النُذُر شيئاً ، ألقَى بهم إلى المجازر و الحروب يأكل بعضهم بعضاً و يُفني بعضهم بعضاً .

و حروب المستقبل حروب فناء .. تأكل الأخضر و اليابس و تدع المدن العامرة خراباً بلقعا .

و نحن على حافة الرعب و الصصراع المُفني .. و ماذا يهم ؟! ماذا يهم ؟!

فالمغنية تغني و تتلوى على المسرح .. في إيقاع أفعواني .. تحت بقعة الضوء .. و الألوف يرقصون كالأشباح في الصالة دون وعي ..

ماذا تقول .. ؟!

لا أحد يصغى إلى ما تقول .. و إنما الكل يصرخ و يصفق و يهتف و يتلوى كأفاعٍ مسحورة .. و الطبول و الدفوف و الإيقاع الهمجي قد حوَّل الكل إلى قِطعان بدائية ترقص في شبه غيبوبة .
و لا تملك و أنت تستمع معهم إلا أن تفقد إتزانك و قدميك ثم تصبح جزءاً من هذا اللاوعي المفتون .. و قد خيَّم على الجو إحساس الكهوف البدائية .

هل انتهت الحضارة فجأة .. و عدنا إلى كهوف الإنسان الأول ؟!
هل تبخر العقل .. و لم تبقَ إلا غرائز تعوى و تتلوى على الطبول و الدفوف ؟! .. يا سادة .. تلك هي نهاية علمانية اليوم .

و تلك هي احتفالية العالَم بنهاية الإيمان .
إحتفالية بالعقل الذي أسلم نفسه للهوى .. و الحِكمة التي نزلت عن عرشها للغرائز .. و الإنسان الذي أسلم قياده للحيوان .

و ماذا يهم .. ؟!

لا شيء يهم .. !!

إننا نرقص اليوم للفجر .. و ليكن غداً ما يكون .

هكذا تعلمنا في سهرات " الدِش " و إبداعات مادونا و جاكسون و فنون الموجة الشبابية الجديدة و برامج الأقمار و الفضائيات القادمة علينا من أمريكا و أوروبا .

و ذلك هو العصر العجيب الذي نعيش فيه ..

أمريكا - القطب العملاق الذي يحكم العالَم - تخصصت في صناعة الغيبوبة لشباب هذا العالَم ..

عن طريق أفلام الحب و العنف و الرعب و أساطير الخيال العلمي ..
و عن طريق الرحلات الفضائية و الصواريخ المنطلقة إلى القمر و المريخ و زحل و المشترى ..
و عن طريق ترسانة كيميائية تُنتِج عقاقير الهلوسة و إكسير الشباب و الفياجرا .

و من أمريكا خرجت أكذوبة الميلاتونين .. و من أمريكا خرج الديسكو و الجاز و نوادي الشواذ .. و من أمريكا انتشرت صنلعة الغيبوبة لتصبح صناعة مقررة في أكثر الحكومات و سلاحاً مشروعاً تحارب به الأزمات و تشغل به الشعوب عن متاعبها .

سلاح إسمه " الهروب اللذيذ " .. على أنغام الموسيقى و الديسكو و على رقصات المادونا .

و لا أحد يكره أن يهرب من مشكلة في ساعة لذّة و إغماء غيبوبة .. بل كل مراهق يحلم بهذا الهروب اللذيذ و يسعى إليه .
و هذه الفكرة الإبليسية هي التي يدير بها الكبار العالَم .

و حرب الخليج كانت هي " النهب اللذيذ " لبترول الخليج و ثرواته .. و لكن الإسم المُعلَن لهذا النهب كان شعارات مبهرة عن تحرير الشعوب و نجدة الضعفاء و نصرة الديمقراطية و إعادة الشرعية .. إلخ .. إلخ .. إلى آخر الأسماء الجذابة الخلابة التي تدير الرؤوس و تُسكِر النفوس .

و الإعلام هو دائماً الأداة الإبليسية لهذا النهب اللذيذ .. و الإستعمار اللذيذ .. و الهروب اللذيذ ..

{ ن وَ الْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } ( القلم - 1 )

و ما أعجب ما يصنع القلم .. و ما أعجب ما يسطر ذلك القلم الذي يُميت و يُحي ، و يُسحِر و يَفتِن ، و يوقِظ و يُنيم ، و يبني و يُخَرِّب ، و يهدي و يُضِل .

و هناك الآن أقلام عظيمة تجيد صناعة هذا " التـيـه " .

و مؤسسات عالمية تصنع للشعوب الدوار .. و تتفنن في تسمية الأشياء بغير أسمائها ، و تسبغ هالات المجد على تفاهات .. و تروج للجريمة و الشذوذ و فنون الغيبوبة .

و أصبح من لزوميات هذا العصر أن يكون في أذن كل مستمع " فلتر " .. و في عين كل مشاهد " فلتر " .. لكشف الزيف في الكلمات و المرائي و المَشاهد .. خاصة في المشاهد العسل .. و الكلمات العسل .. و الوعود العسل .. التي يُقصَد بها النوم في العسل ..

و إذا فتحت الـ C.N.N. أو أي محطة .. إجعل هدفك هو البحث فيما وراء ما تسمع .. البحث فيما وراء المقاصد .. و فيما وراء الأهداف من كل كلمة و كل خبر .. و لا تُحسِن الظن .. فإن سوء الظن الآن هو من حُسن الفِطَن .

و لا تنَم على الشعارات و الأماني و الوعود الطنانة .. فقد لا تصحو و لا ترى تحقيق تلك الوعود أبداً .. و قد تفاجأ بها تنقلب إلى ضدها ..

مثل وعود نتانياهو و اتفاقات أوسلو و مدريد و شعارات حقوق الإنسان التي يطلقها القطب الأمريكي الأوحد ..

و ضع كل الكلام في سلة المهملات و انظر في الأفعال و سوف ترى ..

الأرض في مقابل السلام .. تصبح : الأمن في مقابل السلام .. ثم السلام في مقابل السلام .. ثم السلام في مقابل لا شيء ..
و هذا هو الفيديو كليب السياسي .. و اتفاقات " القص و اللزق " كل يوم على مقاس الوعي العربي .. و الصف العربي .. و اللي مش عاجبه يشجب .

و هذا هو التياترو السياسي العالمي في هذا العصر ، و المسرح الإعلامي الآن يُضاء من جديد ، و الصالة تضج بالتصفيق و الهِتاف و المادونا الفاتنة تتهادى في ضباب الأضواء برقصها الأفعواني ..
و الموسيقى تدير الرؤوس و تُسكِر النفوس ، و الطبول تدق بإيقاعها الهمجي ، و الدفوف ترتعش لتأخذ الكل في دوامة من الدوار اللذيذ .. إنها مونيكا .

و جرعة أخرى من عقار الغيبوبة السحري تتسلل إلى العروق و تلف الكل في غلالة من النسيان .

و بورِكَت ليالي الأنس يا صاح .. فما عاد أحد من الحضور يعرف نفسه ، و لا عاد أحد يدري بمكانه .. أو زمانه .. أو حضوره .. أو ماضيه .. أو مستقبله ..

و لا شك أن التليفزيون جهاز خطير يدخل كل بيت و يفعل بنا أكثر من هذا .

هذه العلبة السحرية .. و هذا الأصبع الذي اسمه الريموت كونترول .. تضغط على زرار فتستدعي فرقة راقصة من الفولي برجير تأتي لترقص لك شخصياً ..
و تضغط على زرار آخر فتستدعي بها ألفيس بريسلي من قبره ليغني لك روائع أنغامه ..

و ضغطة أخرى تستدعي بها كوكتيل من الأكاذيب السياسية في أحلى عبوات من الكلام على لسان أكبر الشخصيات العالمية .. يلبس فيها الباطل ثوب الحق .. و تختلط المفاهيم و تنقلب المعاني في عقلك و يُلقَى بك في متاهات من التزيف الحلو الجذاب الناعم .. و لا تعود تفهم شيئاً ..

و هذا هو الإعلام الإبليسي في عصرنا ..

و حينما تطفئ تلك العلبة الشيطانية .. تكون قد أصبحت رجلاً آخر دون أن تدري ..
و هذا هو عصرنا .. و لا أحد مُحصَّن .. و لا أحد معفي من هذه المطاردة الخفية لتشكيل أفكاره .. و زلزلة نفسه .. و محو قِيَمه و مثالياته .

و الفضاء حولنا يحتشد بهذه الجيوش غير المنظورة التي تهاجمنا صباح مساء و لكل دولة كبرى مصالح .

و لكل دولة كبرى أغراض .

و لكل دولة كبرى مطالب منك و من بلدك .. و أطماع فيك و في بلدك .

و صناعة الغيبوبة و غزو العقل و الإستيلاء على الفكر قبل الأرض .. أصبحت صناعة العصر ..
و التحكم عن بعد في الشعوب .. أصبح لعبة الكبار و الصغار .

هل تجاوزنا السياسة .. أم أننا لا نزال فيها ؟!
بل نحن في قلب " المطبخ السياسي " الذي تُطبخ فيه توجيهات الشعوب و اهتماماتها و تُطبخ فيه مصائرها .

و اقرأ الفصل من جديد لتعرف أكثر .

. .

د. مصطفى محمود رحمه الله . .
من كتاب : تاملات في دنيا الله . .

الخميس، 26 مارس 2015

السـماوات الســبْع و السـماء الدنيـا

الســماوات العُـلى :

عـددهـا [ ســبْع ســماوات ] ، و قـدْ ورَد ذكْـرُهـا مـرّة واحـدة في القُرآن الكريم : ( تنـزيلاً مـمّـنْ خَلَـقَ الأرْضَ و - السـماوات العُـلى - ) طـه 4 ، و هذه السـماوات لا أحد يدري متى خُلقتْ و سِـعتهـا إلاّ الله وحده ، و فيهـا الـجنّـات و النـار و كلّ عوالم الآخرة .... ، و المعلومـات [ الوحيدة ] المُتوفّرة لـدى البشـريّة عن هذه السماوات ، هي المعلومات الأكيدة التي جاء بهـا الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في معراجـه الشريف بالجسم و النفس حيثُ : ( رأى منْ آيـات ربّـه - الكـبرى - ) النجم 18 .
و هذه السماوات العُـلى قـد حجبهـا الله سـبحانه عن عيون البشـر : ( ثُـمّ ارجِـع البصَـرَ كـرّتين ، ينقـلبْ إليْـكَ البصـرُ خاسـئـاً و هـوَ حسـير ) الملك 4 .
.
_ الســماء الـدنيــا :
هي التي لهـا عـلاقة ب [ الحـياة الدُنـيا ] التي نعيشُهـا ، و السـماء الدنيــا هي [ الغـلاف الجـويّ ] للأرض ، الذي يتـكوّنُ أيـْضـاً من [ سـبْع سـماوات ] أيْ : سـبْع طبقات مُتراكبة فوق بعضهـا البعْض و هذه قابلة للرؤيـة البشـريّة كمـا توضح الآية الكريمة التالية : ( ألَـمْ تـروْا كـيْفَ خلَقَ اللـه سَـبْع سـماواتٍ طـباقاً ) نوح 15 ، و هذه السماوات السبع هي فوق الكرة الأرضيّة و هي جـزء منهـا و تدور معهـا و تتـحرّك في الفضاء معهـا : ( و بنـيْنا - فوقكم - سـبْعاً شِـداداً ) النبـا 12 ، لذلك نحن [ في ] الأرْض و لسنـا [ على ] الأرْض ، لأنّ [ الغـلاف الجـوّي = السماء الدنيـا ] هـو جـزْءٌ لا يتجـزّأ منَ الأرْض ، تقول الآيات الكريمة : ( قُـل سـيروا - فـي - الأرْض ) الأنعام 11 / الروم 42 / النمل 69 .
و توضح الآية الكريمة التالية ، أنّ الله سبحانه قـدْ خـلَق [ سـبْع سماوات عُلى ] ، و منَ الأرْض الواحدة خلَقَ أيضـاً [ سبع طبقات من السماء الدنيا ] مثْل السـماوات العُلى : ( الله الذي خلَقَ سَـبْع سـماوات ، و منَ الأرْض مثلهُنّ ) الطلاق 12 ، و هذه [ السماء الدنيـا ] أخذَتْ [ نصف زمن ] تكوين الأرض ، يقول تعالى مُفصّلاً ذلك في سورة [ فصّلتْ ] : ( قُل أئنّكُم لتكفرون بالذي خلَقَ الأرْضَ في يومين ) فصّلت 9 ، أيْ تـمّ [ تكوين ] الأرض في يومين من أيّـام الخلْق ، و تُـتابع الآية : ( و جعَلَ فيهـا رواسيَ منْ فوقهـا و بارك فيها و قدّرَ فيهـا أقواتهـا في - أربعـة أيّـام - ) فصّلت 10 ، فاصبح [ مجموع ] الأيّـام = [ أربعـة أيّام ] ، و تُتابع الآيات : ( ثُـمّ اسـتوى إلى السـماء و هي دُخـانٌ ... فقضـاهُنّ سـبْع سـماواتٍ في - يومـين - ) فصلت 11_ 12 ، أيْ : أثنـاء تكوين الكرة الأرضية كان [ الغـلاف الجوّي = السماء الدنيا ] ، كان دُخـاناً ، و قد استغرق تكوين الكرة الأرضية [ أربعة ] أيّام من أيّام الخلْق ، بينمـا استغْرقَ تكوين الغلاف الجوّي [ السماء الدنيا ] ، استغرق [ يومين ] فقط ، أيْ [ نصف ] زمن تكوين الأرض .
.
إنّ [ الغلاف الجوّي ] للأرض ، أيْ : [ السـماء الدُنيـا ] هي السـبب في [ رؤية ] ضـوء النجـوم ، لأنّ الغلاف الجويّ يعْملُ عمل [ العدسة الزجاجية ] المحدّبة ، [ فَيُـجلّي ] ضوء الشمس و القمر و النجوم ، فتبدو هذه [ السماء الدنيـا ] مُـزيّنـة بالنجوم ، أمّـا من خارج الغلاف الجويّ ، فتبدو السماء مُظلمة و خالية منَ النجوم ، لذلك قال تعالى : ( و لقـدْ زيّنّـا السـماء الدنيـا بمصـابيح ، و جعلنـاهـا رُجُـوماً للشـياطين ) الملك 5 ، و كلمة [ جعلنـاها ] تعود على [ السماء الدنيـا ] ، و ليْس على [ المصابيح = النجوم ] ، لأنّ الشياطين يتمّ رجْمهُم ب [ الشُهُب ] و ليْس ب [ النجوم ] : ( إلاّ مَن استرق السمْع فـأتبعه - شـهاب - ) الحجر 18 ، و ليس : [ أتبعه نجْـم ] ، و فعلاً يحصل الرجْم الشهبيّ [ المطر الشهبي ] على ارتفاع / 80 كـم / فوق سطح الأرْض ، كمـا قال لي رائد الفضاء العربي السوري و صديقي الشخصي في حلب اللواء [ محمد فارس ] ، و هذا كان اكتشاف الجنّ : ( و أنّـا لَمَـسْنا السماء فوجدناها مُلِـئَـتْ حـرسـاً شـديداً و شُهُباً ) الجن 8 ، و [ الحرس ] يكون على الأبواب ، إذاً [ أبواب ] الصعود للسماء تقع على ارتفاع / 80 / كم من سطح الأرض ، و عليها حرسٌ لعدم صعود الجنّ ، و الله قد [ سمح ] للإنسان بالمرور من هذه الأبواب : ( لا تنفذون إلاّ بسلطان ) الرحمن 33 لقوله تعالى : ( سـنريهمْ آياتنا في الآفاق ) فصلت 53 ، و لذلك قال تعالى : ( و لو فتحنـا عليْهم بـابـاً من السماء - فظـلّوا - فيه يعـرجون ) الحجر 14 .
_ فالرجـاء من الذين عقولهم و معلوماتهُم [ مخـلوطة ] أنْ يكفّوا عن استخدام رسائل الموبايل لتبرير شتائمهم ، و بدون أيّ دليل علميّ من عندهم ، لأنّ صفحاتهم لا يدخلهـا أحدٌ غيرهم !!!!!!!!! .
_ والدليل الآخـر أنّ الـزينة هي في [ الغلاف الجويّ ] نُقارن بين الآيتين الكريمتين : ( أفَـلمْ ينظـروا إلى السـماء - فوقهُـم - كيْف بنينـاهـا و - زيّنّـاهـا ) ق 6 ، : ( و لقـدْ - زيّنّـا - السـماء الدنيـا بمصـابيح ) الملك 5 ، و تتابع الايـة : ( و جعلـناها رجـومـاً للشياطين ) الملك 5 ، أيْ : جعلنـا [ السـماء الدنيا ] رجوماً للشياطين ، و الرجم الشهبي يقع على ارتفاع / 80 كم / فقط من سطح الأرض .
_ كلّ هـذا ، و اللـه أعلـم .