الشـخصـية : هي الآلية المتحكّمة في التفاعلات [ الحركيّة و النفسيّة ] ، فهي مجموعة النُظُم [ البرمجيّات ] الخاصّة بكل إنسان ، و هي التي تُميّز و بكلّ دقّة ، بين إنسانٍ و آخر ، قال تعالى : ( انظرْ كيْفَ فضّـلْنـا بعْضَـهُم على بعْضٍ ) الإسراء 21 ، و قـد أسماها القرآن الكريم : [ ذات الصـدور ] فقال تعالى : ( و أسـرّوا قولكم أوِ اجْـهـروا بـه إنّـه عليمٌ - بذات الصدور - ) الملك13 .
_ و الشخصيّة : هي مـركـز [ التربّص ] ، قال تعالى : ( قُلْ كلٌّ مُـتربّص ، فتربّصوا فسـتعلمون مَنْ أصحابُ الصراط السـويّ ) طه 135 ، فالغادرُ [ يتربّص ] لـيَطعَـنَ منَ الخـلْف ، و الـطيّبُ [ يتربّصُ ] لفعْل الخيْر : ( قُلْ كلٌّ يعملُ على شـاكـلته ) الإسراء 84 .
_ و برمجيّات الشخصيّة هي صـراعٌ بين الخيْر و الشـرّ ، مثال : [ بين برمجيّات الحاسوب و الفايروس ] ، و إذا ما اختلطتْ [ برمجيّات ] الشخصيّة بسـبب [ الفايروسات ] الشيطانيّة ، يحدُث انفصامُ الشخصيّة : ( مُذبْذبينَ بين ذلك ، لا إلى هـؤلاء و لا إلى هـؤلاء ) النساء 143 .
_ و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلّم ، أشار إلى ذات الصدور ب : [ النيّـة ] ، فقال : [ إنّمـا الأعمـالُ بالنيّات ] ، و تقوم العباداتُ على [ النيّة ] ، فالمسلم [ ينوي ] الصيام ، و [ ينوي ] الصلاة ، و [ ينوي ] الحجّ ..... ، و بدون [ النيّة السليمة ] لا يُقْبَلُ العملُ و لو كان في ظـاهره عملاً حسـناً ، يقول تعالى عن المنافقين : ( قُلْ انفقوا طوعاً أوْ كَـرْهاً ، لنْ يُتقبّل منكُم إنّكُم كُنتُم قوماً فاسقين ) التوبة 53 ، و السبَبُ هو عدَم وجود [ النيّة الصافية ] : ( و لا يُنفقونَ إلاّ و هُمْ - كـارهونَ - ) التوبة 54 .
.
الأنـا الإعجـابيّة :
هذه [ الأنـا ] فيهـا الهلاك لصـاحبهـا ، و قد ضرَبَ القرآن الكريم الكثير منَ الأمثلة عـن هذه [ الأنـا ] التي أهلكتْ أصـحابهـا ، فالبدايةُ كانتْ عند إبليس الذي قال : ( - أنـا - خيْـرٌ منْـهُ ) الأعراف 12 ، و فرعون هلَكَ حينمـا قال : ( - أنـا -ربّكُمُ الأعلى ) النازعات 24 ، و صاحبُ الجنّتين قال : ( - أنـا - أكْـثَرُ منْكَ مالاً و أعـزّ نَفَـراً ) الكهف 34 ، و الذي حاجّ إبراهيم في ربّه قال : ( - أنـا - اُحْـيي و اُمـيْتُ ) البقرة 258 ، و نُلاحظُ في هذه الأمثلة كيف بدأ هؤلاء قولهُم بكلمة : [ أنـا ] .
و تعمل العبادات الإسلامية على الحـدّ من هذه [ الأنـا ] و كبْحِ جِمـاحِها ، و بذلك تتوازنُ الشخصيّة ، و تعود لتواضعهـا و هدوئهـا و اسـتقرارهـا .
_ و تقول الحكمة :
[ مَـنْ صَامَ .... صَــامَ ] أيْ : هـدأ و اسـتقرّ و لانَ مع الآخـرين .
[ مَـنْ صـلّى .... صَــلى ] أيْ : استقام ، و لم يفعل الفحشاء و المنكر .
[ مـنْ آمَـنَ ..... آمَـنَ ] أي : اطمـأنّ ، و اطمـأنّ الناسُ إليـه .
_ و تقول الحكمة الأخرى : [ إذا كُنْتَ تُخطّطُ لعشْـرٍ سنواتٍ فازرعْ - شـجراً - ، و إذا كُنتَ تُخطّطُ لمئات السنين فازرعْ - بَـشَـراً - ] .
_ لأنّ تعريفَ :
الفسـاد : هـو [ إصـلاحٌ ، و لكنْ لـمْ تُنفّذْ شُـروطُه ] .
و الشـرّ : هـو [ خـيْرٌ ، و لكنْ لـمْ تُطبّقْ بُنـودُهُ ] .
_ فالشـريعةُ التي نزَلَت منَ السمـاء كُلّـهـا [ خـيْرٌ و صـلاحٌ ] و ليستْ للفساد : ( و قيْلَ للذينَ آمنوا مـاذا أنزل ربّكُمْ ، قالوا - خيْـراً - ) النحل 30 ، و لكنّ عندمـا لـمْ تُنفّذ شروطُ الإصلاح ، و لـمْ تُطبّق بُنودُ الخـير ، ظـهرَ الشـرّ و الفسادُ ، و ظـهرَ الشـقاء : ( فإمّـا يأتيَنّكُم منّي هُـدىً ، فمنْ اتّبَـعَ هُـدايَ فـلاَ يضلّ و لا يشـقى ) طـه 123 .
.
و عي الشـخصيّة :
يستطيع الإنسانُ منْ بين جميع المخلوقات الأخرى ، يستطيع [ التفكير ] في قُدرته على العمَل ، بينمـا الكائنات الأخرى تعْملُ و حسْـب ، دون [ التفكير ] في قدرتهـا على العمل ، ففي كلّ إنسانٍ يجري [ تيّارٌ منَ الوعي مُسـتمرّ و مُتكاملٌ ] ، و لا يُشاركه فيه إنسانٌ آخَـرُ .
_ فقضيّةُ الأكْلِ منَ الشَجرة التي قامَ بهـا الزوجان [ آدمَ و حوّاء ] : ( فأكلاَ منْهـا ) طه 131 ، ترمُزُ إلى اكتساب الإنسان قُدرة وعي [ الشخصيّة ] ، و هذا الوعي يُعرّضُ الإنسان للانجراف وراء منَافعِه الشخصيّة : ( شـجرةِ الخُـلْد و مُلْكٍ لا يبلى ) طه 120 ، و القيام بأعمالٍ [ يُـشـجّعُها ] الآخرونَ : ( فوسوسَ لهُمـا الشـيطانُ ) الأعراف 22 ، فتبعثُ فيه الشعورُ بالذنْب و وخْـز الضمير : ( فبدتْ لهُمـا سـوْآتُهُـمـا ) طه 121 ، بعْد خُـسرانه النعمة : ( قال اهبطـا منهـا ) طه 123 .
_ و يسعى الإنسانُ عن طريق هداية السماء : ( فـإمّـا يأتيَنّكُم منّي هُـدىً ) طه 123 ، يسعى لتحرير الوعي منَ [ الأنـانيّة ] و الافراط في تقدير الذات : ( و الله لا يُحبّ كلّ مُختالٍ فخور ) الحديد 23 ، فعلينـا أن نتحرّر من [ الأنـانيّة ] و أن تعود الشخصيّة إلى [ فِطـرتهـا ] التي فطـرها عليهـا خالقهـا ، منَ التواضع و السكون و الهدوء و عمل الخير و خدمة الآخرين : ( فاقمْ وجْهك للدين حنيفاً - فطـرة الله - التي فطَـرَ الناس عليهـا ) الروم 30 ، فكلّ الناس قد [ فطَرَهُم ] الله تعالى على فعل الخير ، و لكنّ الشذوذ عن [ الفطرة ] ، قد أوجدَ كلّ هذه الشرور .
.
إنّ العلاقة بين الوعي [ الذي يأتي من خَارج الذات البشريّة ] ، و بينّ الوجود الماديّ [ الوسط المُحيط بنـا و الكوْن ] ، هي العلاقة الأساسية في [ الفلسفة ] .
_ [ فالإنسـانُ كونيّ ، مثلمـا أنّ الكون إنسانيّ ] .
.
_ و الشخصيّة : هي مـركـز [ التربّص ] ، قال تعالى : ( قُلْ كلٌّ مُـتربّص ، فتربّصوا فسـتعلمون مَنْ أصحابُ الصراط السـويّ ) طه 135 ، فالغادرُ [ يتربّص ] لـيَطعَـنَ منَ الخـلْف ، و الـطيّبُ [ يتربّصُ ] لفعْل الخيْر : ( قُلْ كلٌّ يعملُ على شـاكـلته ) الإسراء 84 .
_ و برمجيّات الشخصيّة هي صـراعٌ بين الخيْر و الشـرّ ، مثال : [ بين برمجيّات الحاسوب و الفايروس ] ، و إذا ما اختلطتْ [ برمجيّات ] الشخصيّة بسـبب [ الفايروسات ] الشيطانيّة ، يحدُث انفصامُ الشخصيّة : ( مُذبْذبينَ بين ذلك ، لا إلى هـؤلاء و لا إلى هـؤلاء ) النساء 143 .
_ و الرسول الكريم صلى الله عليه و سلّم ، أشار إلى ذات الصدور ب : [ النيّـة ] ، فقال : [ إنّمـا الأعمـالُ بالنيّات ] ، و تقوم العباداتُ على [ النيّة ] ، فالمسلم [ ينوي ] الصيام ، و [ ينوي ] الصلاة ، و [ ينوي ] الحجّ ..... ، و بدون [ النيّة السليمة ] لا يُقْبَلُ العملُ و لو كان في ظـاهره عملاً حسـناً ، يقول تعالى عن المنافقين : ( قُلْ انفقوا طوعاً أوْ كَـرْهاً ، لنْ يُتقبّل منكُم إنّكُم كُنتُم قوماً فاسقين ) التوبة 53 ، و السبَبُ هو عدَم وجود [ النيّة الصافية ] : ( و لا يُنفقونَ إلاّ و هُمْ - كـارهونَ - ) التوبة 54 .
.
الأنـا الإعجـابيّة :
هذه [ الأنـا ] فيهـا الهلاك لصـاحبهـا ، و قد ضرَبَ القرآن الكريم الكثير منَ الأمثلة عـن هذه [ الأنـا ] التي أهلكتْ أصـحابهـا ، فالبدايةُ كانتْ عند إبليس الذي قال : ( - أنـا - خيْـرٌ منْـهُ ) الأعراف 12 ، و فرعون هلَكَ حينمـا قال : ( - أنـا -ربّكُمُ الأعلى ) النازعات 24 ، و صاحبُ الجنّتين قال : ( - أنـا - أكْـثَرُ منْكَ مالاً و أعـزّ نَفَـراً ) الكهف 34 ، و الذي حاجّ إبراهيم في ربّه قال : ( - أنـا - اُحْـيي و اُمـيْتُ ) البقرة 258 ، و نُلاحظُ في هذه الأمثلة كيف بدأ هؤلاء قولهُم بكلمة : [ أنـا ] .
و تعمل العبادات الإسلامية على الحـدّ من هذه [ الأنـا ] و كبْحِ جِمـاحِها ، و بذلك تتوازنُ الشخصيّة ، و تعود لتواضعهـا و هدوئهـا و اسـتقرارهـا .
_ و تقول الحكمة :
[ مَـنْ صَامَ .... صَــامَ ] أيْ : هـدأ و اسـتقرّ و لانَ مع الآخـرين .
[ مَـنْ صـلّى .... صَــلى ] أيْ : استقام ، و لم يفعل الفحشاء و المنكر .
[ مـنْ آمَـنَ ..... آمَـنَ ] أي : اطمـأنّ ، و اطمـأنّ الناسُ إليـه .
_ و تقول الحكمة الأخرى : [ إذا كُنْتَ تُخطّطُ لعشْـرٍ سنواتٍ فازرعْ - شـجراً - ، و إذا كُنتَ تُخطّطُ لمئات السنين فازرعْ - بَـشَـراً - ] .
_ لأنّ تعريفَ :
الفسـاد : هـو [ إصـلاحٌ ، و لكنْ لـمْ تُنفّذْ شُـروطُه ] .
و الشـرّ : هـو [ خـيْرٌ ، و لكنْ لـمْ تُطبّقْ بُنـودُهُ ] .
_ فالشـريعةُ التي نزَلَت منَ السمـاء كُلّـهـا [ خـيْرٌ و صـلاحٌ ] و ليستْ للفساد : ( و قيْلَ للذينَ آمنوا مـاذا أنزل ربّكُمْ ، قالوا - خيْـراً - ) النحل 30 ، و لكنّ عندمـا لـمْ تُنفّذ شروطُ الإصلاح ، و لـمْ تُطبّق بُنودُ الخـير ، ظـهرَ الشـرّ و الفسادُ ، و ظـهرَ الشـقاء : ( فإمّـا يأتيَنّكُم منّي هُـدىً ، فمنْ اتّبَـعَ هُـدايَ فـلاَ يضلّ و لا يشـقى ) طـه 123 .
.
و عي الشـخصيّة :
يستطيع الإنسانُ منْ بين جميع المخلوقات الأخرى ، يستطيع [ التفكير ] في قُدرته على العمَل ، بينمـا الكائنات الأخرى تعْملُ و حسْـب ، دون [ التفكير ] في قدرتهـا على العمل ، ففي كلّ إنسانٍ يجري [ تيّارٌ منَ الوعي مُسـتمرّ و مُتكاملٌ ] ، و لا يُشاركه فيه إنسانٌ آخَـرُ .
_ فقضيّةُ الأكْلِ منَ الشَجرة التي قامَ بهـا الزوجان [ آدمَ و حوّاء ] : ( فأكلاَ منْهـا ) طه 131 ، ترمُزُ إلى اكتساب الإنسان قُدرة وعي [ الشخصيّة ] ، و هذا الوعي يُعرّضُ الإنسان للانجراف وراء منَافعِه الشخصيّة : ( شـجرةِ الخُـلْد و مُلْكٍ لا يبلى ) طه 120 ، و القيام بأعمالٍ [ يُـشـجّعُها ] الآخرونَ : ( فوسوسَ لهُمـا الشـيطانُ ) الأعراف 22 ، فتبعثُ فيه الشعورُ بالذنْب و وخْـز الضمير : ( فبدتْ لهُمـا سـوْآتُهُـمـا ) طه 121 ، بعْد خُـسرانه النعمة : ( قال اهبطـا منهـا ) طه 123 .
_ و يسعى الإنسانُ عن طريق هداية السماء : ( فـإمّـا يأتيَنّكُم منّي هُـدىً ) طه 123 ، يسعى لتحرير الوعي منَ [ الأنـانيّة ] و الافراط في تقدير الذات : ( و الله لا يُحبّ كلّ مُختالٍ فخور ) الحديد 23 ، فعلينـا أن نتحرّر من [ الأنـانيّة ] و أن تعود الشخصيّة إلى [ فِطـرتهـا ] التي فطـرها عليهـا خالقهـا ، منَ التواضع و السكون و الهدوء و عمل الخير و خدمة الآخرين : ( فاقمْ وجْهك للدين حنيفاً - فطـرة الله - التي فطَـرَ الناس عليهـا ) الروم 30 ، فكلّ الناس قد [ فطَرَهُم ] الله تعالى على فعل الخير ، و لكنّ الشذوذ عن [ الفطرة ] ، قد أوجدَ كلّ هذه الشرور .
.
إنّ العلاقة بين الوعي [ الذي يأتي من خَارج الذات البشريّة ] ، و بينّ الوجود الماديّ [ الوسط المُحيط بنـا و الكوْن ] ، هي العلاقة الأساسية في [ الفلسفة ] .
_ [ فالإنسـانُ كونيّ ، مثلمـا أنّ الكون إنسانيّ ] .
.